طالب سكان في منطقة مسافي بإحالة مركز مسافي الصحي إلى التقاعد، لما يعانيه من شيخوخة، وعدم قدرته على تلبية احتياجات السكان الطبية، لافتين إلى أنه يُعد من أقدم المراكز في الساحة الصحية بإمارة رأس الخيمة، إذ تم بناؤه قبل أكثر من 40 عاماً، أي مع قيام دولة الاتحاد.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن المركز ينفرد بأهمية خاصة، تتأتى من موقعه الجغرافي في منطقة مسافي الجبلية البعيدة عن المدن، ما جعله الملاذ الصحي الوحيد الذي يقصده سكان القرى الجبلية الباحثين عن الخدمات الصحية بشقيها العلاجي والوقائي، موضحين أن المبنى الذي يضم المركز الصحي عبارة عن بيت مستأجر وبعض الغرف مسقوفة بألواح الأسبستوس التي تشكل خطراً على سلامة وصحة الأهالي، مطالبين المسؤولين بمعالجة جادة وسريعة لتلك المشكلات، وبناء مركز صحي حديث، ودعمه بالمزيد من الخدمات الصحية الراقية.
ومن جانبه، أكد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، الدكتور ياسر عيسى النعيمي، أهمية مركز مسافي الصحي، للسكان الذين يقطنون المناطق البعيدة، لافتاً إلى أن وزارة الصحة أعدت دراسة لإنشاء مبنى جديد بمواصفات حديثة، وعند اعتماد الميزانية اللازمة لإنشاء مركز طبي متطور، تبين أن دائرة بلدية رأس الخيمة سحبت الأرض الممنوحة للمشروع، بدعوى أنها ترغب في الاستفادة منها في تنفيذ مشروعات تنموية أخرى.
وفي التفاصيل، قال مواطنون إنهم يسكنون قرى في مسافي، ويعانون ضعف الخدمات الصحية، موضحين أن مركز مسافي الصحي الذي كانوا يقصدونه بحثاً عن العلاج لأسقامهم، بات يعاني مشكلة سببها عدم وجود مبنى دائم له، لافتين إلى أنه يمارس نشاطه الصحي في بيت تؤول ملكيته لمواطن، استأجرته منه وزارة الصحة بمبلغ رمزي، باعتباره خدمة لأبناء المنطقة.
وأكد المواطن أحمد سعيد، أن عدم توافر مبنى دائم للمركز الصحي، يحرم أهالي المنطقة الحصول على خدمات صحية تتواءم مع التطور العصري والخدمي، مثل الذي تشهده المرافق الصحية الأخرى المنتشرة في مدن الدولة، مشيراً إلى تقدير الأهالي الجهود التي يبذلها العاملون في المركز في مختلف مواقعهم، خصوصاً الإدارة، مطالباً الجهات المعنية بضرورة إنشاء مركز صحي دائم يقدم خدمات صحية مناسبة لسكان المنطقة، خصوصاً أن المركز الحالي بعض غرفه مغطى بألواح من مادة الأسبستوس الضارة بالصحة العامة.
ويذكر أن الأسبستوس يعد السبب الأساس لأمراض عدة، بسبب أليافه غير القابلة للانحلال، وهي غالباً ذات أبعاد أصغر من الأوعية التنفسية في الرئة، وبالتالي تستطيع الدخول إليها، وتشكل هذه الألياف ذات القطر الأقل من ثلاثة ميكرو، خطراً كبيراً على الصحة، وتعد ألياف الأسبستوس من المواد الضارة التي تؤدي إلى سرطان الرئة.
وأفاد المواطن علي خميس المحرزي بأن مركز مسافي الصحي يقع في منطقة تتوسط الجبال، وتمتاز بالكثافة السكانية الكبيرة، علاوة على وعورة الطرق في هذه المنطقة، مطالباً المسؤولين في قطاع الخدمات الصحية بمنح المركز المزيد من الاهتمام، ووضعه ضمن أولويات البرامج الصحية، ودعمه بقسط وافر من الإمكانات، وتطوير الخدمات التي يقدمها لأهالي المنطقة، لتجنيبهم تكبد وعثاء السفر بحثاً عن العلاج في المنشآت الصحية التي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات.
وأوضح المحرزي أن المركز بدأ مشواره في الساحة الصحية كعيادة للصحة المدرسية، ومع تزايد حاجة سكان المنطقة للخدمات الصحية، تم تحويل العيادة المدرسية إلى مركز صحي يقدم خدمات طبية للمناطق النائية، لافتاً إلى أن المركز يستقبل ما بين 50 إلى 100 شخص من السكان المحتاجين للعلاج يومياً، يفدون إليه من القرى المحيطة مثل عسمة، والخليبية، والطيبة، والغمرة، وقدفع، ودفتا، ومسافي القديمة.
وأكد أن المركز بات يعاني نقصاً في الخدمات العلاجية، ما يدفع عدداً كبيراً من الأهالي إلى تحمل متاعبهم الصحية، والتوجه إلى المستشفيات والمنشآت الطبية الأخرى في رأس الخيمة، والفجيرة، ودبي، على الرغم من بعدها عشرات الكيلومترات عن المنطقة.
وقال حميد عبيد إن مركز مسافي الصحي يمثل أهمية كبيرة لأهل المنطقة، كونه الوحيد الذي يقدم خدمات طبية للسكان، لافتاً إلى أن مشكلة المركز أنه يقدم خدماته في مبنى صمم أصلاً لغرض السكن وليس لتقديم الخدمات الصحية للمرضى، كما أنه غير مؤهل إنشائياً لاستيعاب الأقسام العلاجية التي يفترض أن تقدم الخدمات للمراجعين بصورة جيدة، وهو ما حدا بالقائمين على إدارة المركز إلى بناء غرف إضافية.
وأبدى المواطن خليفة أحمد سيف اعتراضه على تقديم خدمات صحية في مبنى أسقفه من ألواح الأسبستوس غير الآمنة صحياً، متابعاً أن «استقبال المرضى في غرف أسقفها من الأسبستوس من شأنه أن يعرض حياة المرضى للخطر، بدلاً من مساعدتهم على التخلص من الأمراض»، مشدداً على ضرورة إنشاء مبنى صحي متطور لرعاية أهالي المنطقة.
وأكد المواطن سيف راشد أن مبنى المركز الصحي لا يشكل المعضلة الوحيدة التي تعيق جهوده، وإنما أيضاً النقص في بعض الخدمات، مثل انعدام خدمة الأشعة، ونقص عدد سيارات الإسعاف، مضيفاً أنه بسبب عدم وجود عيادات وصيدليات خاصة في المنطقة، فإن المركز يتحمل عبئاً ثقيلاً تجاه المواطنين والمقيمين، ما يستوجب دعمه بالمزيد من الخدمات الصحية الضرورية.
إلى ذلك، أفاد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، الدكتور ياسر عيسى النعيمي، بأن وزارة الصحة تدرك مدى أهمية مركز مسافي الصحي، خصوصاً أنه يخدم سكاناً يقطنون مناطق بعيدة، لذلك بذلت جهوداً كبيرة لإيجاد حل جذري لمشكلة مبنى المركز المستأجر، ونقله إلى مبنى آخر دائم، يتمتع بمواصفات حديثة معتمدة من قبل وزارة الأشغال.
وأضاف أن جهود المنطقة مع بلدية رأس الخيمة أسفرت عن تخصيص أرض لمشروع مركز مسافي الصحي، وفي ضوء ذلك شرعت الجهات المعنية في وزارة الصحة في استكمال الدراسات المتعلقة بالمشروع، واعتماد المخصصات المالية له، لكنهم فوجئوا بأن دائرة بلدية رأس الخيمة سحبت موافقتها على الأرض الممنوحة للمشروع، بدعوى أنها ترغب في الاستفادة منها في تنفيذ مشروعات تنموية أخرى.
وتابع النعيمي أنه «بالنسبة لنا فإن مركز مسافي الصحي يقع ضمن أولويات المنطقة الطبية، وتعمل على تحديثه»، مؤكداً أن «الإدارة لن تتوقف عن المساعي المبذولة لإيجاد مبنى دائم له وبالسرعة المطلوبة متى وفرت البلدية الأرض البديلة».
السبت مارس 05, 2011 10:10 am
